عقلي يريد أن يطال السماء ولكن الواقع شيء أخر ...

عقلي يريد أن يطال السماء ولكن الواقع شيء أخر ...

ذات يوم نظرت إلى السماء , تسائلت هل من الممكن أن أبلغها يوما , نعم فمن ضمن أحلامي أن أتمكن من السفر حول العالم وربما السفر إلى الفضاء أيضا , حتى أتمكن من رؤية النجوم عن قرب ...

هذا أنا لا أريد أن يقع أي عائق أمامي وإلا وهزمته , ولا حائط يقف في طريقي إلا وتسلقته مكملة لطريقي ...

أنا فتاة مطلبي البسيط هو تحقيق ذاتي و أحلامي , و أن أثبت نفسي لكن بما إني فتاة عربية فإن العديد من المعوقات تقف في طريقى الطويل , ليس معنى ذلك أني أنكر ذاتي أو أني أخجل من كوني عربية و أتمنى لو أني من جنسية أخرى حيث قد أجد الحرية المناسبة ...

بل بالعكس كل فخري بأني فتاة عربية , نعم فإن هناك من يراعاني و كل مطلبه هو حمايتي , ولا يقتصر هذا الدور على والدي فقط بل يقوم به كل محرم لي سواء كان عماً أو خالاً , و حتى أخي رحمه الله كان يقوم بهذا الدور أيضاً قبل وفاته , بل بالعكس فأنا أعتبر نفسي محظوظة إذ أحاطني الله بكل هؤلاء الأشخاص الذين جعلوا حمايتي وقضاء مطالبي واجب عليهم ...

ولكن هل قد تكون تلك الحماية عائق أمامي ؟؟؟

أنا لا أعلم حقاً هذا إجابة هذا السؤال , فلم يتسني لي من قبل أن اضررت للسفر وحيدة من قبل ...

من حوالي خمس سنوات اكتشفت أن السفر هوايتي , فكم كنت أستمتع حينما نسافر إلى بلدنا مصر من المملكة العربية السعودية , كانت مدة السفر طويلة قد تصل إلى 3 أيام أو أكثر أحيانا , ولكن كانت مراقبة السماء ليلاً الصافية جدا بعيدا عن هواء المدينة الملوث , و الصحراء ورسومها التي رسمتها الرياح , و الجبال وخصيصا جبال سيناء حين ترى الماء يسيل من بينها , كفيل بأن يجعلني أنسى معانة الطريق , وعندما ركبت الطائرة لأول مرة و أنا في التاسعة عشر من عمرى , عند صعود سلالم الطائرة لأول المرة دعوت الله أن يكون كرسي بجانب النافذة حتى يتسني لي مراقبة الأرض و أنا أبتعد عنها , واستجاب الله لدعوتي , ولم يخفق قلبي رعبا للحظة واحدة , وجلس بجانبي رجل في الـ50 من عمره تقريبا و لاحظ أنا لا أبعد وجهي عن النافذة فسألني هل تلك أول مرة تركبي فيها الطائرة , فأجبته بالإيجاب , فقال لي متعجباً ولماذا لم تخافي , و أخذ يقص علي قصة تلك المرأة التي كانت مع زوجها وانهارت من الرعب بسبب الطائرة التي تركبها لأول مرة ...

نعم أنا تلك الفتاة ولعل هناك الكثير مثلي الذي يجذبهم المجهول وتجربة كل جديد , وحلمي حقاً أن أسافر حول العالم ربما في قارب صغير أطوف به الميحطات , أو تقع بي الطائرة على جزيرة ما وتحدث لي أحداث مسلسل   (Lost) , أحلام تراودني من حين إلى أخر , ولكن يطارد تلك الأحلام , هموم الزواج و أني قد أكون أماً مسؤولة عن أسرة , و أني قد أكون مسؤلة من رجل ربما لا يوافقني نفس الرأي ...

أنا لا أنكر أن بناء أسرة ناجحة هو أحد أهم مطالبي و أحلامي , بل قد يكون أهم أهدافي في الحياة , ولكن ماذا تفعل إذا تنافى أحد أحلامك أو أهدافك مع طبيعة شخصيتك ...

لا أعلم ماذا يخبيء لي المستقبل ولا أعلم طبيعته , و لكن السفر حول العالم والتعرف على ثقافات أخرى يظل هو أحد أحلامي التي أريد تنفيذها وتحقيقها بالرغم من انها قد تتنافى مع بيئتي و منشأي , ولعل الله يرزقني يوما ما بإنسان يحمل نفس أحلامي ونتمكن من تحقيقها معاً ...

هناك تعليق واحد:

  1. ااخ يا اختي .. وانا اقرأ تلك الكلمات دمعت عيني ، كتبت كل ما في قلبي ، كأن قلبي تحدث اخيرا ونطق بما عجزت عن نطقه ..
    احب السفر لدرجة لا يعلمها الا الله ، احمد الله على ما اعطاني لكن مجتمعي يرفض فكرة ان اسافر لوحدي لأني فتاة حتى لو كنت سأذهب مع اخي :(
    اتمنى ان اسافر لك العالم فهل امنيتي صعبة فقط لأني فتاة !!

    ردحذف